إن أكبر خطر أن يصبح العدو صديقاً، والعداء سلماً، ونعيش مع عدونا المنتصر علينا في تعايش وتسامح، حتى نذوب فيه، ونتحلل مما نحن فيه من إيمان، فنحتقر ديننا إلى دينه، وإيماننا إلى إيمانه، ثم نوشك أن نزدري أنفسنا، فنتغنى بأخلاقه، ونترتم بسلوكه، حتى يصبح ديننا ثقيلاً ودينهم سهلاً، وعقيدتنا شبة نندارى بمـا عـن عيونهم، وعقيدتهم فخر وعزة لهم يبرزون بها أمامنا، فلا يبقى لنا من ديننا شيء،فيخرج من أصلابنا جيل أقرب إلى عدونا وأبعد من إيماننا، يرى دينهم ظاهراً وديننا باطناً، ويرى رجال دينهم أعزة ورهباننا أذلة، لا يمنعه أن يصباً عن ديننا إلا أننا أمامه نذكره كل يوم، ونعظه كل ليلة، ونأخذه إلى الكنيسة كل يوم أحد، ونرفع بوجهه الصليب، ونتلو له الإنجيل، فإذا جاء الجيل الذي يليه، فتح عيونه على الدنيا وليس أمامه إلا دين عدوه، فلا يرى أفضل منه، ولا يجد من يذكره بأن له ديناً كان
عليه، فينشأ الجيل كله على عقيدة غير عقيدتنا ودين غير دينا..
معلومات حول الكتاب:
عدد الصفحات : 534 صفحة
القياس : 14* 20 سم
الوزن : 530 غرام
غلاف الكتاب : غلاف عادي
ترجمة : لا يوجد
دار النشر : كتاب سراي