مسرحية كوميدية ساخرة استطاع من خلالها شكسبير أن يرسم بريشته الأدبية الساحرة صورة بليغة لشخصية «هيلين» الزوجة التي حطمت جدران صمت وإعراض زوجها عنها؛ وأبدلتها إلى محبةٍ سَطَّرَت في صفحة الأدب الإنجليزي فريدةً من فرائد شكسبير الأدبية؛ فقد أراد شكسبير أن يدلل على أنَّ المرأة إذا حملت بين جوانحها حبًّا صادقًا؛ استطاعت أن تولِّدَ من جذوته شُعلةً من وميض الصبر الذي يبرهن على انتصار مكرها في حسم المعركة لصالحها؛ فتتحول بفضل صبرها ومكرها من مقهورة إلى قاهرة. ويرى النقاد أن هذه المسرحية لم تكن وليدة إبداع شكسبير وحده، وإنما شاركه فيها «توماس ميدلتون»؛ وذلك وفقًا للتحليل الأدبي المُعمَّقِ لمفردات المسرحية والنَّظم البلاغي، حيث تتضح البصمة الأسلوبية المُمَيزة لميدلتون، كما تعزي هذه الشراكة إلى النَّهج التعاوني الذي انتهجه كُتاب ذلك العصر في إخراج العمل الأدبي.
الكاتب
ويليام شكسبير
ويليام شكسبير وليام كان شاعراً وكاتباً مسرحياً انجليزياً يطلق عليه لقب شاعر انجلترا القومي و"شاعر آفون الملحمي". تتكون أعماله الحية بما في ذلك بعض المشاركات من 38 مسرحية، و154 سوناتا وقصيدتا سرد طويلتان وعدد آخر من القصائد. تمت ترجمة مسرحياته إلى كل اللغات الحية الرئيسية وتتم تأديتهم أكثر بكثير من مؤلفات أي كاتب مسرحي آخر. ولد شكسبير وتربى في سترادفورد - آبون - آفون. وفي سن 18 تزوج من آن هاثاواي والتي أنجبت له ثلاثة أطفال: سوزانا، وتوأمين هامنت وجوديث. وبين عامي 1585م و 1592م بدأ مهنة ناجحة في لندن كممثل وكاتب وجزء من مالك لشركة تمثيل تدعى رجال لورد تشامبرلين والتي عرفت فيما بعد باسم رجال الملك. ويتبين أنه تقاعد وعاد إلى سترادفورد حوالي عام 1613م، حيث توفي بعدها بثلاث سنوات. بقى عدد قليل من سجلات حياة شكسبير الخاصة على قيد الحياة حيث كانت هناك تكهنات عن مسائل المظهر والحياة الجنسية والمعتقدات الدينية وعما إذا كانت الأعمال المنسوبة إليه كانت قد كتبت من قبل آخرين. أنتج شكسبير أغلب أعماله المعروفة بين 1589م و 1613م. حيث كانت مسرحياته الأولى بشكل عام كوميدية وتاريخية وهي أنماط قام برفعها إلى ذروة التعقيد والحبكة الفنية بحلول نهاية القرن السادس عشر. ثم قام بكتابة المآسي بشكل عام حتى قرب 1608م بما في ذلك هاملت والملك لير وماكبث والذين يعدون من أفضل الأعمال باللغة الإنكليزية. وفي مرحلته الأخيرة قام بكتابة الكوميديات التراجيدية المعروفة أيضاً باسم الرومانسيات، وتعاون مع كتاب مسرحيون آخرون. صدرت العديد من مسرحياته في طبعات مختلفة الجودة والدقة خلال حياته. في عام 1623م قام اثنان من زملاؤه السابقين بالمسرح بنشر الورقة الأولى له، وهي طبعة تم جمعها لأعماله الدرامية والتي شملتهم جميعاً عدا اثنين من المسرحيات اللتين عرف الآن أنهما لشكسبير. كان شكسبير شاعرا وكاتبا مسرحيا محترما على أيامه ولكن لم تنهض سمعته لارتفاعها الحالي حتى القرن التاسع عشر. حيث شهد الرومانسيون على وجه الخصوص بعبقرية شكسبير كما عبد الفيكتوريون شكسبير عبادة الأبطال وبتبجيل وصل أن جورج برنارد شو قال أنه "صنم الشعراء الملحميين". في القرن العشرين كانت أعماله قد اعتمدت مرارا وأعيد اكتشافها من قبل الحركات الجديدة في التدريس والأداء. ولا تزال مسرحياته تتمتع بشعبية كبيرة حتى اليوم وتتم بشكل مستمر دراستها، وأدائها إعادة تفسيرها في مختلف السياقات الثقافية والسياسية في جميع أنحاء العالم.