التاريخ يعيد نفسه
- SKU: 9789776808127
- Category: Geschichten, History, just arrived
التاريخ يعيد نفسه – الجزء الأول سياسي/عسكري
تأليف:
الباحث/ الحســـــين عبد الحكيم
الباحث/ محمد عاشور حســــــــن
الباحث/ يحيى النوبي أبو المجد
د. مدحــــت محمد عبد الحارث
(مدرس التاريخ والحضارة الإسلامية جامعة جنوب الوادي
عزيزي القارئ، “التاريخ يعيد نفسه” وإن اعترض على هذا القول البعضُ، فعندما نقرأ حوادث التاريخ نجد التشابه الكبير في الأحداث والمشكلات والنتائج، والاختلاف الوحيد الذى يعثر عليه المؤرخ والقارئ هو اختلاف الشخصيات وليس اختلاف فكر، والتشابه لا يكون محض الصدفة ولكنه يقع بسبب عدم استيعاب الدرس التاريخي؛ فنتفاجأ بأن القادة والملوك والمسئولين وأصحاب القرار في أي مكان يسيرون على نفس خطى سابقيهم في مواجهة المعضلات التى تواجههم ليجد المؤرخ نفسه يطلق عبارة “التاريخ يعيد نفسه”وأعتقد بأن التاريخ يتحرك من خلالنا، ونحن من نصنع الحدث لذلك التاريخ يعيد نفسه من خلالنا. فإذا سارت الأمة على نهج الجيل الأول في الأخلاق والقيم والقواعد من تمكين الشباب ووضع كل شخص في مكانه المناسب فسوف يعيد التاريخ نفسه ونكون في المقدمة والريادة أما نحن الآن فنعاني من التشرذم والجهالة وانعدام الأخلاق والتبعية وتكالب الأمم علينا، فدارت علينا دورة التاريخ وأحداثه لعدم استفادتنا من الدرس التاريخي فأصبحنا في المؤخرة. هناك العديد من الأمور التي يعيد التاريخ من خلالها نفسه، أولها استخدام الدين وأصحاب المصالح والأمثلة المروية عن استخدام الدين كوسيلة للوصول إلى الأهداف عبر التاريخ الإنساني لا تحصى؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر: عندما أرادت حتشبسوت الاستيلاء على عرش مصر وإبعاد الوريث الشرعى تحتمس الثالث استخدمت اسطورة دينية -(الولادة الإلهية)- فحتشبسوت استخدمت الدين كوسيلة للبلوغ إلى أهدافها مستغلة انعدام الوعي السياسي عند المصريين وتدينهم الأعمى الذى عطل العقل عن التفكير والتدبر والنظر لما وراء الأحداث. وقد ساعدها في بلوغ أهدافها وجود أصحاب الأطماع والمصالح المتمثلين في الكهنة. وعندما دخل الإسكندر الأكبر مصر تقرب إلى آلهةِ المصريين لكي يكسب ودهم، وكذلك قائده بطليموس الأول الذى سار على نهجه، وتكرر الأمر كذلك مع حفيدته كليوباترا السابعة التى استخدمت الدين وادعت أنها أنجبت طفلا من الإله آمون. هذا الأمر لم يغفل عنه نابليون بونابرت في احتلاله لمصر حيث استخدم الدين وسيلة لكى يحتل مصر وادعى أنه مسلم. لقد ظهرت في مصر في تاريخها الحديث والمعاصر جماعات وصولية (ليست بدينية – لأن الدين وقيمه تكون للبناء والإعداد والتربية والتنشئة وليس الوصول للحكم أولاً) لا تستخدم سوى الدين وسيلة للوصول إلى اهدافها مستغلة انعدام الوعى الدينى والسلبية في قطاع عريض من المجتمع المصرى .