اللغة التي يتحدث بها هذا الشاعر الجاهلي كأنها قدت من صخرة صماء تقادم عليها العهد ولم يعد يمر بها وهي تكاد تخفي أكثر جسمها في صحراء لا يمر أحد.
شعرٌ جاهليٌ، ويليه قليلًا شعر صدر الإسلام – كما يتم تصنيفه – ودواوين العصر الأموي – أفضل جمع كلا العصرين معًا لغلبة الأموي لقوته على أوله – له آليته الخاصة من ضرورة شرح ماجهل لفظه وأستوحشت كلماته وغابت معانيها في بطون المعاجم.
أجارتنا إن المزار قريب، وإني مقيم ما أقام عسيب
أجَـارَتَنـا إِنَّ الخُطُـوبَ تَنـوب، وإنِّـي مُقِيـمٌ مَا أَقَـامَ عَسِيـبُ
أجـارَتَنـا إنّـا غَرِيبَـانِ هَـاهُـنَا، وكُلُّ غَرِيـبٍ للغَريـبِ نَسِيـبُ
فـإنْ تَصِلِينَـا، فَالقَـرَابَةُ بَيْنَنـا، وإنْ تَصْرِمِينَـا فالغَريـبُ غريـبُ