الإعلان الإسلامي
- SKU: 9789775015624
- Category: just arrived, Thought and philosophy
يُطالعنا في هذا الإعلان/ المانيفستو/ البيانِ الوجهُ الحركي لعلي عزتبيغوڤيتش، وهو ما أدركه النظام الشيوعي الحاكم في يوغوسلاڤيا؛ فقرَّر معاقبته عليه. فهذا إذن من الكُتب التي تسبَّبت في سجن صاحبها، والتنكيل به. إذ أدرَكَت الدولة المتألِّهة أن هذا الإعلان يُرادُ به مزاحمة "البيان الشيوعي" -على المدى البعيد- وإزاحته، وذلك بالإجابة عن الأسئلة التي صاغتها ماديَّة ماركس وإنغلز -وورثتهما- إجابات مختلفة، مما يُهدد شرعيَّة النظام نفسه، ولو كان هذا التهديد بعد نظريًّا محضًا في طور التصورات.
ويسعى المؤلف، عبر هذا الدليل الحركي، أو "المانيفستو"؛ لوضع أسس خُطَّة عمل، تنقل القارئ من تشريح القضايا والإشكالات واستيعابها، إلى نهج للعمل؛ يرسمه المؤلف لتنزيل فلسفته وفكره في المجال العام. وفيه يتجلَّى إدراك الأستاذ لكيفية تنزيل تصوراته إلى الواقع، والمسافة التي تفصلهما. وهو ما يجعل من هذا "الإعلان الإسلامي" نصًّا أيديولوجيًّا حارًّا؛ دُبِّج للاشتباك مع الواقع العملي، لا مع جذوره النظريَّة.
إن علي عزتبيغوڤيتش وفكره حلقة محورية في تاريخنا، حلقة مُلهمة وجديرة بالدرس والتأمُّل؛ خصوصًا وهو المفكر المسلم الوحيد، الذي تمخَّض عنه الإطار التحديثي إبَّان القرن العشرين؛ الذي حمل فكره معه إلى أريكة السلطة، وسعى لتنزيله في الواقع، والاطراد معه. ففي مدرسته؛ سنتعلَّم الصدق مع الله، والصدق مع النفس، وحُسن الاستقامة على القيم، والاطراد معها. سنتعلَّم من الأخطاء والمزالق، كما سنتعلَّم من الفتوحات والانتصارات الفكريَّة والحركيَّة. وإن أعظم حكمة يمكن أن نُفيدها من دراسة أي مفكر مسلم، أفضى إلى ما قدَّم ونحن نحسب فيه الإخلاص؛ هو أنه لولا خطؤه لما عُلِّمنا نحنُ الصواب بحول الله تعالى. وإن الكمال البشري لا يكمن في الفرد المفكر ذاته ونسقه الفذ، وإنما فيما يفيدُ به أمته، إما باحتذاء خطواته أو تفادي سقطاته؛ لتتكامل مسيرتها بجهود أبنائها ومساعيهم مجتمعة