يوم غائم في البر الغربي
محمد المنسي قنديل
عصرٌ بعد آخر يتحول الأدب إلى آلة أشد تعقيداً لا يُحسن استعمالها إلا القادرون، ولا يُحسن مواجهتها إلا المتربصون، ذلك أن الملكة الأدبية لا تغني صاحبها دون وعي فني ومعرفة بشؤون الفكر والفلسفة والتاريخ والثقافة عموماً، وهو ما يجعل الأديب والناقد أمام مسؤولية كبيرة في ما يُقدم للجمهور، وهو أيضاً ما يسوغ مشروعية الحكم على النص بالقصدية وسبق الإصرار.من هذه النافذة، يمكن أن نطلّ على رواية (قطز) للطبيب والروائي السعودي منذر قباني (الدار العربية للعلوم ناشرون، 2014)، وهي الجزء الثاني من ثلاثية "فرسان وكهنة"، عمل أدبي فريد من نوعه يمتزج ويتزاوج فيه التاريخ والأدب والفلسفة والدين والعلم؛ مصوغ وفق رؤية فنية خاصة، وبأبطال عرفهم التاريخ القديم، وآخرون عرفهم التاريخ الحديث، وبالتالي هي حكاية البحث عن الحقيقة الضائعة منذ أن وجد أول إنسان على هذه الأرض وإلى اليوم.- في هذه الرواية يتابع منذر قباني رحلة حياة بطله (مراد قطز) بين السعودية وأمريكا والذي قدمه لنا في الجزء الأول من "فرسان وكهنة" وهو الطبيب الذي يبحث عمن يشاركه جنونه للإجابة عن أسئلة كثيرة محيرة ما تزال تشغل تفكيره منذ تعرفه على نفسه صغيراً في بلدة أجداده (أترار) وحتى وصوله أمريكا وعمله فيها. والسبب الذي يدفعه للسؤال؛ هو أنه ما يزال يرى نفسه يعيش في عالمين واحد قديم ينتمي إلى تاريخ الأجداد في بخارى وآخر مديني حديث يعيشه كطبيب وعالِم يحاول اكتشاف المزيد عن مسألة الموت والحياة وما بينهما من عالم الروح والمادة وأفكار شائكة عن التجسد والكشف وغيرها من إشكالات فلسفية يبدو الخوض فيها متاهة ما بَعدها إجابة. وربما يكون المقطع التالي من الرواية أكثر تفسيراً وتأويلاً للغزٍ أراده الكاتب عصيٌ على التفسير:"ما من شيء سيكون إلا وقد كان. ما من شيء سيزول إلاّ وقد زال. وكأن اليوم قد جاء بالأمس. وكأن الأمس سيجيء غداً... ظلت هذه الجملة التي كانت آخر ما سمع من حياته السابقة تخطر على بال مراد قطز، هي والصوت الذي بدا مألوفاً له؛ ولكن لم يكن هذا الأمر سوى جزء من سلسلة ألغاز حاصرت عقله وأذهلت كيانه... سلسلة من الألغاز كانت تزداد مع الأيام، وكلما شعر أنه اقترب من حل أحد هذه الألغاز، نبتت له مجموعة أخرى! ولكن لغزين شعر بأنهما في الوقت الحالي هما الأهم؛ إن استطاع فك شفرتهما، لربما انكشفت له أمور كثيرة: اللغز الأول كان ذلك الذي حدث أمام قلعة بخارى، عندما حاصره ذلك المخلوق الهلامي الداكن، فنظرت تجاهه ياسمي.... هل رأتهما في تلك اللحظة؟! الأمر الثاني كان رؤيته لنفسه صغيراً مع أبيه في زيارة لأوزبكستان، ولذلك المقام الواقع في المكان نفسه الذي وجد نفسه فيه بعد سقوطه من ناطحة السحاب وانتقاله في هذا الحال الغريب لهذا الزمن العجيب، ولتلك الأبيات التي كانت منقوشة على جداره:- "أيها السائل أين منك السؤال... أفي الدنيا تسير أم في عالم الخيال... سهرتَ الليل كثيراً والعيون لا تنام... تبحث عن شيء تجده منك بعيد المنال... إن كان القلب عارفاً فما باله حيران... وإن كان العقل باحثاً فلمَ هو عن الحق رحّال؟...".ولكن، ما هو الرابط بين هذه الأبيات وأحلام البطل ورؤيته لنفسه وربما "تجسده" عبر عالمين متباعدين في الزمان والمكان، وما هو الشيء الذي يجمع بين "مخطوطة" نادرة والأبيات التي قرأها مراد على المقام؛ وبماذا تنبأ الرجل الغريب ذو العمامة الخضراء في حضرة جنكيز خان؟ وما هو سرّ مراد "الكلب الشرس" الذي عاد من جديد وأقوى مما كان؟! كل أسرار هذا العالم وغريبه هو ما ستكشف عنه وقائع الرواية - ربما - في الجزء الثالث من "فرسان وكهنة".
معلومات حول الكتاب:
عدد الصفحات : 399 صفحة
القياس : 14.5 * 21.5 سم
الوزن : 476 غرام
غلاف الكتاب : غلاف ورقي
ترجمة : لا يوجد
دار النشر : الدار العربية للعلوم ناشرونكلمات للبحث :
القطز - سلسلة - فرسان - الفرسان - والكهنة - والكهنه - وكهنه - ظل - قباني
يوم غائم في البر الغربي
CHF 17.00
1 نسخة
متوفر في المكتبة
- رقم المنتوج: 9789770920497
- تصنيف: روايات, وصلنا مؤخرا
إسم الكتاب
يوم غائم في البر الغربي
الرقم الدولي
9789770920497
عصرٌ بعد آخر يتحول الأدب إلى آلة أشد تعقيداً لا يُحسن استعمالها إلا القادرون، ولا يُحسن مواجهتها إلا المتربصون، ذلك أن الملكة الأدبية لا تغني صاحبها دون وعي فني ومعرفة بشؤون الفكر والفلسفة والتاريخ والثقافة عموماً، وهو ما يجعل الأديب والناقد أمام مسؤولية كبيرة في ما يُقدم للجمهور، وهو أيضاً ما يسوغ مشروعية الحكم على النص بالقصدية وسبق الإصرار.
من هذه النافذة، يمكن أن نطلّ على رواية (قطز) للطبيب والروائي السعودي منذر قباني (الدار العربية للعلوم ناشرون، 2014)، وهي الجزء الثاني من ثلاثية "فرسان وكهنة"، عمل أدبي فريد من نوعه يمتزج ويتزاوج فيه التاريخ والأدب والفلسفة والدين والعلم؛ مصوغ وفق رؤية فنية خاصة، وبأبطال عرفهم التاريخ القديم، وآخرون عرفهم التاريخ الحديث، وبالتالي هي حكاية البحث عن الحقيقة الضائعة منذ أن وجد أول إنسان على هذه الأرض وإلى اليوم.
- في هذه الرواية يتابع منذر قباني رحلة حياة بطله (مراد قطز) بين السعودية وأمريكا والذي قدمه لنا في الجزء الأول من "فرسان وكهنة" وهو الطبيب الذي يبحث عمن يشاركه جنونه للإجابة عن أسئلة كثيرة محيرة ما تزال تشغل تفكيره منذ تعرفه على نفسه صغيراً في بلدة أجداده (أترار) وحتى وصوله أمريكا وعمله فيها. والسبب الذي يدفعه للسؤال؛ هو أنه ما يزال يرى نفسه يعيش في عالمين واحد قديم ينتمي إلى تاريخ الأجداد في بخارى وآخر مديني حديث يعيشه كطبيب وعالِم يحاول اكتشاف المزيد عن مسألة الموت والحياة وما بينهما من عالم الروح والمادة وأفكار شائكة عن التجسد والكشف وغيرها من إشكالات فلسفية يبدو الخوض فيها متاهة ما بَعدها إجابة. وربما يكون المقطع التالي من الرواية أكثر تفسيراً وتأويلاً للغزٍ أراده الكاتب عصيٌ على التفسير:
"ما من شيء سيكون إلا وقد كان. ما من شيء سيزول إلاّ وقد زال. وكأن اليوم قد جاء بالأمس. وكأن الأمس سيجيء غداً... ظلت هذه الجملة التي كانت آخر ما سمع من حياته السابقة تخطر على بال مراد قطز، هي والصوت الذي بدا مألوفاً له؛ ولكن لم يكن هذا الأمر سوى جزء من سلسلة ألغاز حاصرت عقله وأذهلت كيانه... سلسلة من الألغاز كانت تزداد مع الأيام، وكلما شعر أنه اقترب من حل أحد هذه الألغاز، نبتت له مجموعة أخرى! ولكن لغزين شعر بأنهما في الوقت الحالي هما الأهم؛ إن استطاع فك شفرتهما، لربما انكشفت له أمور كثيرة: اللغز الأول كان ذلك الذي حدث أمام قلعة بخارى، عندما حاصره ذلك المخلوق الهلامي الداكن، فنظرت تجاهه ياسمي.... هل رأتهما في تلك اللحظة؟! الأمر الثاني كان رؤيته لنفسه صغيراً مع أبيه في زيارة لأوزبكستان، ولذلك المقام الواقع في المكان نفسه الذي وجد نفسه فيه بعد سقوطه من ناطحة السحاب وانتقاله في هذا الحال الغريب لهذا الزمن العجيب، ولتلك الأبيات التي كانت منقوشة على جداره:
- "أيها السائل أين منك السؤال... أفي الدنيا تسير أم في عالم الخيال... سهرتَ الليل كثيراً والعيون لا تنام... تبحث عن شيء تجده منك بعيد المنال... إن كان القلب عارفاً فما باله حيران... وإن كان العقل باحثاً فلمَ هو عن الحق رحّال؟...".
ولكن، ما هو الرابط بين هذه الأبيات وأحلام البطل ورؤيته لنفسه وربما "تجسده" عبر عالمين متباعدين في الزمان والمكان، وما هو الشيء الذي يجمع بين "مخطوطة" نادرة والأبيات التي قرأها مراد على المقام؛ وبماذا تنبأ الرجل الغريب ذو العمامة الخضراء في حضرة جنكيز خان؟ وما هو سرّ مراد "الكلب الشرس" الذي عاد من جديد وأقوى مما كان؟! كل أسرار هذا العالم وغريبه هو ما ستكشف عنه وقائع الرواية - ربما - في الجزء الثالث من "فرسان وكهنة".
من هذه النافذة، يمكن أن نطلّ على رواية (قطز) للطبيب والروائي السعودي منذر قباني (الدار العربية للعلوم ناشرون، 2014)، وهي الجزء الثاني من ثلاثية "فرسان وكهنة"، عمل أدبي فريد من نوعه يمتزج ويتزاوج فيه التاريخ والأدب والفلسفة والدين والعلم؛ مصوغ وفق رؤية فنية خاصة، وبأبطال عرفهم التاريخ القديم، وآخرون عرفهم التاريخ الحديث، وبالتالي هي حكاية البحث عن الحقيقة الضائعة منذ أن وجد أول إنسان على هذه الأرض وإلى اليوم.
- في هذه الرواية يتابع منذر قباني رحلة حياة بطله (مراد قطز) بين السعودية وأمريكا والذي قدمه لنا في الجزء الأول من "فرسان وكهنة" وهو الطبيب الذي يبحث عمن يشاركه جنونه للإجابة عن أسئلة كثيرة محيرة ما تزال تشغل تفكيره منذ تعرفه على نفسه صغيراً في بلدة أجداده (أترار) وحتى وصوله أمريكا وعمله فيها. والسبب الذي يدفعه للسؤال؛ هو أنه ما يزال يرى نفسه يعيش في عالمين واحد قديم ينتمي إلى تاريخ الأجداد في بخارى وآخر مديني حديث يعيشه كطبيب وعالِم يحاول اكتشاف المزيد عن مسألة الموت والحياة وما بينهما من عالم الروح والمادة وأفكار شائكة عن التجسد والكشف وغيرها من إشكالات فلسفية يبدو الخوض فيها متاهة ما بَعدها إجابة. وربما يكون المقطع التالي من الرواية أكثر تفسيراً وتأويلاً للغزٍ أراده الكاتب عصيٌ على التفسير:
"ما من شيء سيكون إلا وقد كان. ما من شيء سيزول إلاّ وقد زال. وكأن اليوم قد جاء بالأمس. وكأن الأمس سيجيء غداً... ظلت هذه الجملة التي كانت آخر ما سمع من حياته السابقة تخطر على بال مراد قطز، هي والصوت الذي بدا مألوفاً له؛ ولكن لم يكن هذا الأمر سوى جزء من سلسلة ألغاز حاصرت عقله وأذهلت كيانه... سلسلة من الألغاز كانت تزداد مع الأيام، وكلما شعر أنه اقترب من حل أحد هذه الألغاز، نبتت له مجموعة أخرى! ولكن لغزين شعر بأنهما في الوقت الحالي هما الأهم؛ إن استطاع فك شفرتهما، لربما انكشفت له أمور كثيرة: اللغز الأول كان ذلك الذي حدث أمام قلعة بخارى، عندما حاصره ذلك المخلوق الهلامي الداكن، فنظرت تجاهه ياسمي.... هل رأتهما في تلك اللحظة؟! الأمر الثاني كان رؤيته لنفسه صغيراً مع أبيه في زيارة لأوزبكستان، ولذلك المقام الواقع في المكان نفسه الذي وجد نفسه فيه بعد سقوطه من ناطحة السحاب وانتقاله في هذا الحال الغريب لهذا الزمن العجيب، ولتلك الأبيات التي كانت منقوشة على جداره:
- "أيها السائل أين منك السؤال... أفي الدنيا تسير أم في عالم الخيال... سهرتَ الليل كثيراً والعيون لا تنام... تبحث عن شيء تجده منك بعيد المنال... إن كان القلب عارفاً فما باله حيران... وإن كان العقل باحثاً فلمَ هو عن الحق رحّال؟...".
ولكن، ما هو الرابط بين هذه الأبيات وأحلام البطل ورؤيته لنفسه وربما "تجسده" عبر عالمين متباعدين في الزمان والمكان، وما هو الشيء الذي يجمع بين "مخطوطة" نادرة والأبيات التي قرأها مراد على المقام؛ وبماذا تنبأ الرجل الغريب ذو العمامة الخضراء في حضرة جنكيز خان؟ وما هو سرّ مراد "الكلب الشرس" الذي عاد من جديد وأقوى مما كان؟! كل أسرار هذا العالم وغريبه هو ما ستكشف عنه وقائع الرواية - ربما - في الجزء الثالث من "فرسان وكهنة".
معلومات حول الكتاب:
عدد الصفحات : 399 صفحة
القياس : 14.5 * 21.5 سم
الوزن : 476 غرام
غلاف الكتاب : غلاف ورقي
ترجمة : لا يوجد
دار النشر : الدار العربية للعلوم ناشرون
كلمات للبحث :
كلمات للبحث :
القطز - سلسلة - فرسان - الفرسان - والكهنة - والكهنه - وكهنه - ظل - قباني