تنطوي الحضارة المصرية على مجموعة خصوصيات نادرة منها انها واحدة من حضارتين اصيلتين لا سابق لهما (السومرية والمصرية)، ومنها انها المصهر الحضاري لتراث ما قبل تاريخي ثم تاريخي ظل ينفذ منها واليها من ثلاث قارات عملاقة هي افريقيا وآسيا وأوربا، وهي بعد ان قامت بتصنيعه وفق مزاجها الفريد، ونتج عنه هذا التركيب الخاص، الذي حمل اسمها ولونها ورائحتها وشخصيتها اصبح منطقة اشعاع كبرى قل نظيرها، تسرب الى العالم كله وجعله يضاء بنورها، والاهم من ذلك تلك القدرة الفريدة للحضارة المصرية على التوازن الاخلاقي وضبط الايقاع المشترك بين كفتي الميزان الحضارة الدنيوية والدينية وجعل هذا التوازن سبباً في انسجام فريد بين هذين العالمين.
الحضارة المصرية شاسعة في مظاهرها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والثقافية والعلمية والفنية، ولا نبالغ اذا قلنا بأن هذا الكتاب مرّ على هذه المظاهر بالتفاصيل الدقيقة كمعلومات وحللها وأفصح عن مكنونها الداخلي العميق، مثلما كشف الانسجام بين هذه المظاهر عبر اكثر من مائة تفصيلة صغيرة، ولا حق الآثار الدالة عليها ولم يتطرف في تأويلها لكي يثبت ان
قوتها في واقعيتها وفي الغلالة الروحية التي تحيط بها وتنفذ الى اعماقها.
كلمات للبحث :
حضاره - الحضاره - حضارة - مصريه - المصرية - الماجدى